التحقيق في نفي التحريف (4)

پدیدآورالسیدعلی المیلانی

تاریخ انتشار1388/09/16

منبع مقاله

share 377 بازدید
التحقيق في نفي التحريف (4)

السيد علي الميلاني
الباب الثاني

أهل السنة والتحريف

إن المعروف من مذهب أهل السنة هو نفي التحريف عن القرآن الشريف وبذلك صرحوا في تفاسيرهم وكتبهم في علوم القرآن ، ولا حاجة إلى نقل نصوص عباراتهم .
لكن الواقع : أن أحاديث نقصان القرآن الكريم في كتب أهل السنة كثيرة في العدد ، صحيحة في الاسناد ، واضحة في الدلالة .
أما الكثرة في العدد ـ والتي اعترف بها بعضهم أيضا كالالوسي ـ فلا نهابها ولا نأبه بها من حيث هي مطلقا ، وإنما المشكلة في صحة هذه الاحاديث ووضوحها في الدلالة ، حتى لو كانت قليلة .
وذلك : لانها مخرجة في الكتب الستة المعروفة بـ « الصحاح » عندهم ، والتي ذهب جمهورهم إلى أن جميع ما اخرج فيها مقطوع بصدوره عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، لا سيما كتابي البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري ، هذين الكتابين الملقبين بـ « الصحيحين » والمبرأين عندهم من كل شين ، فهي فيهذه الكتب ، وفي كتب اخرى تليها في الاعتبار والعظمة يطلقون عليها اسم « الصحيح » واخرى يسمونها بـ « المسانيد » .
ولانها نصوص ـ والنص يمتنع حمله أو تأويله على بعض الوجوه ـ فلا طريق للجمع بينها وبين الاحاديث الاخرى والادلة النافية لتحريف الكتاب ، كما كان الحال في أغلب الاحاديث الشيعية في هذا الباب .
وعلى أساس هذين الامرين ـ الصحة في السند ، والوضوح في الدلالة ـ قد ينسب القول بتحريف الكتاب المبين إلا أصحاب تلك الكتب ، ورواة أخبارها أجمعين ، بل إلى جمهور أهل السنة من السابقين واللاحقين ، وبه صرح بعضهم كما لا يخفى على من راجع كتبهم .
هذه هي المشكلة ، المشكلة التي لم تكن في الباب الاول ، أحاديث صحيحة وصريحة تفيد التحريف والنقصان ، وشبهات حول القرآن .
فهل من حل ؟
لا حل إلا الحمل علىالنسخ ، أو رفع اليد عن الامر الاول .
ذهب الاكثر إلى الاول ، والصحيح هو الثاني ، وبه قال الاقل .
وإليك تفصيل كل هذه القضايا في فصول :

الفصل الاول

أحاديث التحريف في كتب السنة

قد ذكرنا أن المعروف من مذهب أهل السنة هو موافقة الشيعة الاثني عشرية في القول بصيانة القرآن الكريم من التحريف ، فيكون هذا القول هو المتفق عليه بين المسلمين ، بل نقل إبن حجر العسقلاني ـ وهو من كبار حفاظ أهل السنة ـ أن الشريف المرتضى الموسوي ـ وهو أحد أعاظم علماء الشيعة وأئمتهم في مختلف العلوم ـ أنه كان يكفر من يقول بنقصان القرآن .
وإذا كان المعروف من مذهب أهل السنة ذلك ، فمن اللازم أن يكونوا قد تأولوا أو أعرضوا عما جاء في كتبهم من الاحاديث الصريحة بوقوع التحريف وغيره من وجوه الاختلاف في القرآن الكريم عن جماعة كبيرة من أعيان الصحابة وكبار التابعين ومشاهير العلماء والمحدثين .
والواقع أن تلك الاحاديث موجودة في أهم أسفارالقوم ، وإن شق الاعتراف بذلك على بعض كتابهم ، وهي كثيرة ـ كما اعترف الالوسي (1) ـ وليست بقليلة كما وصفها الرافعي (2) .
هذا مضافا إلى مادل على وقوع الخطأ واللحن في القرآن ، والزيادة فيه ، وتبديل لفظ منه بلفظ آخر .
ولنذكر نماذج مما رووه عن الصحابة في الزيادة والتبديل ، ثم ما رووه عنهم في النقيصة ـ وهو موضوع هذا الفصل ـ ثم طرفا مما نقل عن الصحابة من كلماتهم وأقوالهم في وقوع الخطأ واللحن في القرآن .

الزيادة في القرآن

فمن الزيادة في القرآن ـ في السور ـ ما اشتهر عن عبدالله بن مسعود وأتباعه من زيادة المعوذتين ، فقد روى أحمد وغيره عن عبدالرحمن بن يزيد : « كان عبد الله ـ يحك المعوذتين من مصاحفه ، ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله تعالى » (3) وفي الاتقان : قال ابن حجر في شرح البخاري : « قد صح عن ابن مسعود إنكار ذلك » (4) .
ومن الزيادة ـ في ألفاظه ـ : ما رووه عن أبي الدرداء من زيادة « ما خلق » في قوله تعالى : « وما خلق الذكر والانثى » (5) ففي البخاري بسنده عن علقمة : « دخلت في نفر من أصحاب عبدالله الشام ، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأيكم أقرأ ؟ فأشاروا إلي فقال : إقرأ ، فقرأت : والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والانثى فقال : أنت سمعتها من في صاحبك ؟ قلت : نعم . قال : وأنا سمعتها من في النبي وهؤلاء يأبون علينا » (6) .
وفي رواية مسلم والترمذي : « أنا والله هكذا سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقرأها ، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها : وما خلق ، فلا اتابعهم » (7) .

التبديل في الالفاظ

ومن التغيير والتبديل في ألفاظ القرآن ما رووه عن ابن مسعود أنه قد غير « إني أنا الرزاق ذو القوة المتين » إلى : « إن الله هو الرزاق . . . » (8) ففي مسند أحمد وصحيح الترمذي ، بسندهما عنه ، قال « أقرأني رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : « إني أنا الرزاق ذو القوة المتين » قال الترمذي : « هذا حديث حسن ـ صحيح » (9) .
وما رووه عن عمر انه كان يقرأ : « فامضوا إلى ذكر الله » بدل « فاسعوا . . . » ففي الدر المنثور عن عدة من الحفاظ والائمة انهم رووا عن خرشة ابن الحر ، قال : « رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (10) فقال : من أملى عليك هذا ؟ قلت: ابي ابن كعب ، قال : إن ابيا أقرؤنا للمنسوخ ، قرأها ، فامضوا إلى ذكر الله . . . »(11) .

نقصان القرآن

وأحاديث نقصان القرآن منها ما يتعلق بالسور ، ومنها ما يتعلق بالايات وأجزائها ، فمن القسم الاول :
أ ـ الاحاديث الواردة حول نقصان سورة الاحزاب ، ومنها :
1 ـ ما رواه الحافظ السيوطي ، بقوله: « أخرج عبدالرزاق في المصنف ، والطيالسي ، وسعيد بن منصور ، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن منيع والنسائي ، والدارقطني في الافراد ، وابن المنذر ، وابن الانباري في المصاحف ، والحاكم ـ وصححه ـ وابن مردويه ، والضياء في المختارة : عن زر ، قال : قال لي ابي بن كعب : كيف تقرأ سورة الاحزاب ـ أو كم تعدها ـ ؟ . قلت : ثلاثا وسبعين آية . فقال ابي : قد رأيتها وإنهالتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة ولقد قرأنا فيها : « الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم » فرفع منها ما رفع (12) .
وروى المتقي عن زر بن حبيش أيضا ، قال : « قال ابي بن كعب : يا زر : كأين تقرأ سورة الاحزاب ؟ قلت : ثلاث وسبعين آية . قال : ان كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة . . . » (13) .
2 ـ ما رواه الحافظ السيوطي عن عائشة ، أنها قالت : « كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ مائتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الان » (14) .
3 ـ ما رواه الحافظ السيوطي عن البخاري في تأريخه عن حذيفة قال : « قرأت سورة الاحزاب على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها » (15) .
ويفيد الحديث الاول المنقول عن ابي بن كعب أنه كان يرى أن الايات غير الموجودة من سورة الاحزاب ـ ومنها آية الرجم ـ كانت مما أنزله الله سبحانه على نبيه ، ومن القرآن حقيقة ، وأنها كانت تقرأ كذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى « رفع منها ما رفع » ، فما معنى هذا الرفع ؟ ومتى كان ؟
وأما الحديث الثاني المنقول عن عائشة في تضمن الجواب عن هذا السؤال ، فإنه يفيد أن المراد من « الرفع » هو « الاسقاط » وأنه كان عند ما كتب عثمان المصاحف .
ب ـ الاحاديث الواردة حول نقصان سورة التوبة ، ومنها :
1 ـ ما رواه الحافظ السيوطي بقوله : « أخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الاوسط ، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه ، عن حذيفة ، قال : التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب ، والله ماتركت أحدا إلا نالت منه ، ولاتقرأون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها » (16) .
2 ـ ما رواه السيوطي أيضاً بقوله : « أخرج أبو الشيخ عن حذيفة ، قال : ما تقرأون ثلثها » (17) .
3 ـ ما رواه السيوطي أيضا بقوله : « أخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة ! قال : التوبة ؟ ! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها » (18) .
4 ـ وروى مثله عن عمر بن الخطاب (19) .
فسورة التوبة كانت في رأي هؤلاء الاصحاب ـ وهم :
1 ـ عبدالله بن عباس .
2 ـ حذيفة بن اليمان .
3 ـ عمر بن الخطاب .
أضعاف هذا المقدار الموجود منها .
وقد روى رأي هؤلاء كبار أئمة الحديث والحفاظ المشاهير من أهل السنة ، أمثال :
1ـ ابن أبي شيبة .
2 ـ الحاكم النيسابوري .
3 ـ الطبراني .
4 ـ ابن مردويه.
5 ـ ابن المنذر .
ج ـ الاحاديث الواردة حول سورة كانوا يشبهونها في الطول والشدة بسورة براءة ، ومنها :
1 ـ ما رواه مسلم في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، والسيوطي في الدر المنثور عن مسلم وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي ، عن أبي موسى الاشعري ، أنه قال لقراء أهل البصرة : « وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملا جوفه إلا التراب » (20) .
د ـ الاحاديث الواردة حول سورة كانوا يشبهونها بإحدى المسبحات ، ومنها :
ما رواه من ذكرناه في ذيل الحديث عن أبي موسى حول السورة السابقة فقد رووا عنه أنه قال : « وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات أولها : سبحلله ما في السماوات ، فانسيتها غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة » .
هـ ـ حول سورتي الخلع والحفد
ذكر الحافظ السيوطي في الاتقان سورتين سماهما : الحفد والخلع ، وروى أن السورتين كانتا ثابتتين في مصحف ابي بن كعب ومصحف ابن عباس ، وأن أميرالمؤمنين عليه السلام علمهما عبدالله الغافقي ، وأن عمر بن الخطاب قنت بهما في صلاته ، . . . وأن أبا موسى كان يقرأهما (21) .
ولا أثر لهاتين السورتين في المصحف الموجود .

ومن القسم الثاني ما ورد :

أ ـ حول آية « الرجم » .
الحديث حول آية الرجم وسقوطها من القرآن الكريم أخرجه الشيعة والسنة معا في كتبهم الحديثية ، وذكروه في كتب الفقه في أبواب الحدود. فهو موجود في : « الكافي » و « من لا يحضره الفقيه » و « التهذيب » و « وسائل الشيعة » من كتب الشيعة ، وفي « صحيح البخاري » و « صحيح مسلم » و « مسند أحمد » و « موطأ مالك » وغيرها من كتب السنة .
لكن الاصل في القضية هو(عمر بن الخطاب) ومن قال بمقالته من الصحابة ، ولذا حمل السيد الخوئي ـ دام ظله ـ ما ورد من طرق الشيعة منه على التقية (22) .
فالامر من طرف الشيعة مفروغ منه ، وأما مرويات أهل السنة :
1 ـ فقد أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب أنه قال : « إن الله بعث محمدا بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل :
والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله .
ثم إنا كنا نقرأ ـ فيما نقرأ من كتاب الله ـ : أن لاترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو : إن كفرا بكم أن ترغبوا عن ـ آبائكم . . . » (23) .
وأخرج أيضا عنه قوله :
« إن الله بعث محمدا . . . فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا احصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه البينة » (24) .
وأخرجه مسلم بن الحجاج أيضا في صحيحه (25) ، وأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ في مسنده (26) .
وروى مالك بن أنس ـ إمام المالكية ـ عن سعيد بن المسيب ـ وهو من أكابر التابعين ـ عن عمر قوله : « إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل : لانجد حدين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ورجمنا . والذي نفسي بيده : لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها (الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة) فإنا قد قرأناها » (27) .
ورواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده (28) والحافظ جلال الدين السيوطي عن عبد الرزاق وأحمد وابن حبان ـ وسيأتي نصه ـ .
وقال الحافظ السيوطي أيضا : « وقد أخرج ابن أشته في (المصاحف) عن الليث بن سعد ، قال : أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد . . . وأن عمر أتى باية الرجم فلم يكتبها لانه كان وحده » (29) .
هذا كله عن عمر ، والمستفاد من الاحاديث أنه كان يعلم بكون آية الرجم من القرآن ، إلا أنه لم يكتبها لكونه وجده ، فلو شهد بها معه أحد من الصحابة لكتب ، وبذلك صرح المحدثون ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : « فلم يلحقها بنص المصحف بشهادته وحده » ولو كانت منسوخة التلاوة لم يجز إلحاقها به حتى لو شهد معه كل الصحابة .
2 ـ وأخرج ابن ماجة عن عائشة ، قالت : « نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها » (30) .
3 ـ وأورد الحافظ جلال الدين عن أبي عبيد بسنده عن أبي امامة بن سهل : « أن خالته قالت : لقد أقرأنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ آية الرجم : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة » (31) .
4 ـ وروى الحافظ السيوطي أيضا عن جماعة من المحدثين الحفاظ عن ابي ابن كعب : أنه كان يعتقد بأن آية الرجم من القرآن حقيقة ، وقد تقدم نصه في ما ذكر حول سورة الاحزاب .
نقتصر على هذه الاحاديث حول « آية الرجم » طلب للاختصار ، وقد لوحظ فيها أن جماعة من الصحابة كانوا يصرحون بأنهم قد قرأوا هذه الاية وعقلوها وحفظوها ، وكان أشدهم إصرارا على ذلك : عمر بن الخطاب ، وهؤلاء هم :
1 ـ عمربن الخطاب .
2 ـ اُبَيٌ بن كعب .
3 ـ عائشة بنت أبي بكر .
4 ـ خالة أبي أمامة بن سهل .
بل المفهوم من حديث عائشة : أن الاية كانت من القرآن حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . . . وسيأتي مزيد كلام في ذلك .
وقد نقلناهذه الاحاديث عن :
1 ـ صحيح البخاري .
2 ـ صحيح مسلم .
3 ـ مسند أحمد .
4 ـ الموطأ لمالك .
5 ـ السنن لابن ماجة .
6 ـ الاتقان في علوم القرآن للحافظ السيوطي .
ب ـ حول آية « الرغبة »
وعن جماعة من الاصحاب أنه كان من القرآن ـ وقد اسقط فيما اسقط ـ آية : « لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم » أو نحوه في اللفظ ، وقد سميناها بـ « آية الرغبة » :
1 ـ اخرج البخاري في (الصحيح) عن عمر بن الخطاب في حديث تقدم لفظه : ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن « لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبواعن آبائكم » أو : « إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم » (32) .
2 ـ وقال الحافظ السيوطي : اخرج ابن الضريش عن ابن عباس ، قال: كنا نقرأ « لا ترغبواعن آبائكم فانه كفر بكم » أو : « إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم » (33) .
3 ـ وقال الحافظ الجلال السيوطي أيضا : « أخرج الطيالسي وأبو عبيد والطبراني ، عن عمر بن الخطاب ، قال : كنا نقرأ فيما نقرأ » لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم « ثم قال لزيد بن ثابت : أكذلك يا زيد ؟ قال : نعم » (34) .
وقد علم من هذه الاحاديث أن جماعة من الصحابة وهم :
1 ـ عمر بن الخطاب .
2 ـ عبدالله بن عباس .
3 ـ زيد بن ثابت .
كانوا يعتقدون أن « آية الرغبة » من القرآن الكريم .
وقد نقلنا هذه الاحاديث عن :
1 ـ البخاري .
2 ـ الحافظ السيوطي عن عدة من الحفاظ وهم :
عبدالرزاق بن همام ، أحمد بن حنبل ، الطبراني ، أبو عبيد ، ابن الضريس ، الطيالسي ، ابن حبان .
ج ـ حول آية « لو كان لابن آدم واديان »
1 ـ أخرج مسلم بن الحجاج في (الصحيح) عن أبي الاسود ، عن أبيه ، قال :
بعث أبو موسى الاشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاث مائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإناكنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ب « براءة » فانسيتها ، غير أني حفظت منها : « لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب » (35) .
2 ـ وقال الحافظ جلال الدين السيوطي : أخرج أبو عبيد وأحمد ، والطبراني في « الاوسط » ، والبيهقيفي « شعب الايمان » ، عن أبي واقد الليثي ، فقال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إذا اوحي إليه أتيناه فعلمنا مما اوحي إليه ، قال : فجئت ذاتيوم ، فقال : إن الله يقول : « إنا أنزلنا المال لاقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واديا من ذهب لاحب أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لاحبأن يكون إليهما الثالث ، ولا يملأ جوف إبن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب » (36) .
3 ـ وقال الحافظ السيوطي أيضا : أخرج أبو عبيد وأحمد وأبو يعلى والطبراني ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : « لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب » (37) .
4 ـ وقال الحافظ السيوطي : أخرج أبو عبيد ، عن جابر بن عبدالله ، قال : كنا نقرأ « لو أن لابن آدم ملء واد مالا لاحب إليه مثله ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب » (38) .
5 ـ وقال الحافظ المذكور أيضا : أخرج البزار وابن الضريس ، عن بريدة ، قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يقرأ : « لو أن لابن آدم . . . » (39) .
6 ـ وقال أيضا : أخرج ابن الانباري ،عن أبي ذر ، قال : في قراءة ابي بن كعب : « ابن آدم لو اعطي واديا . . . » (40) .
وقال أيضا : أخرج أحمد والترمذي والحاكم ـ وصححه ـ عن ابي بن كعب : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ، فقرأ : « لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب » فقرأ فيها : « ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال . . . » (41) .
وروى هذا الحديث أيضا ابن الاثير عن الترمذي (42) .
7 ـ وقال الراغب الاصبهاني : وأثبت ابن مسعود في مصحفه : « لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى معهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب » (43) .
نكتفي بهذه الاحاديث حول هذه الاية ، وصريح الحديث الاول المخرج في (الصحيح) : أن أبا موسى كان يحفظ سورة من القرآن الكريم بكاملها فنسيها ماخلا الاية المذكورة .
وقد علمنا من هذه الاحاديث أن الصحابة التالية أسماؤهم يعتقدون بكون الاية من القرآن الكريم ، حتى أن ابن مسعود أثبتها في مصحفه ، وكان ابي ابن كعب يقرؤها ، وقد ذكر أبو واقد أن النبي قد علمه الاية هذه ، وهؤلاء الصحابة هم :
1 ـ أبو موسى الاشعري .
2 ـ أبو واقد الليثي .
3 ـ زيد بن أرقم .
4 ـ جابر بن عبدالله .
5 ـ بريدة .
6 ـ ابي بن كعب .
7ـ عبدالله بن مسعود .
وقد نقلنا هذه الاحاديث عن :
1 ـ مسلم بن الحجاج .
2 ـ إبن الاثير .
3 ـ الراغب الاصبهاني.
4 ـ الحافظ السيوطي عن جماعة من كبار الحفاظ ومنهم :
أ ـ الحاكم .
ب ـ أبو يعلى .
ج ـ أحمد بن حنبل .
د ـ الطبراني .
هـ ـ البيهقي .
و ـ البزار .
ز ـ الترمذي .
د ـ حول « آية الجهاد » .
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن المسور بن مخرمة ما نصه :
قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا : « أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة » فأنا لا أجدها ؟
قال :اسقطت فيما اسقط من القرآن (44) .
في هذا الحديث : ان اثنين من كبار الصحابة وهما :
1 ـ عمر بن الخطاب .
2 ـ عبدالرحمن بن عوف .
كانا يعتقدان : أن الاية كانت مما انزل من قبل الله تعالى من القرآن الكريم .
ثم إن معنى قوله : « اسقطت . . . » أنهما كانا يعتقدان بكونها من القرآن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيضا .
هـ ـ حول آية « المتعة »
وهي قوله تعالى : « فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن » (45) ، فقد ورد
في أحاديث القوم عن بعض الصحابة أنه كان يقرأ « فما استمتعتم به منهن (إلى ـ أجل) . . . » وأن بعضهم كتبها كذلك في مصحفه ، وعن ابن عباس قوله : « والله لانزلها كذلك » وقد صحح الحاكم هذا الحديث عنه في « المستدرك » من طرق عديدة (46) ، وفي التفسير الكبير : أن ابي بن كعب وابن عباس قرءا كذلك ، والصحابة ما أنكروا عليهما (47) ، وقال الزمخشري : وعن ابن عباس : هي محكمة ـ يعني لم تنسخ ـ وكان يقرأ : فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ، ويروى : أنه رجع عن ذلك عند موته ، وقال: اللهم إني أتوب إليك من قولي بالمتعة ، وقولي في الصرف (48) .
وقال الحافظ ابن حجر في تخريجه : « أما رجوعه عن المتعة فرواه الترمذي بسند ضعيف عنه ، وأما قوله : اللهم إني أتوب إليك من قولي بالمتعة فلم أجده » .
وإذا ما لوحظ إلى ذلك ثبوت مشروعية المتعة وعمل المسلمين بها حتى زمن عمر بن الخطاب ، حيث نهى عنها وأوعد بالعقاب عليها ، حصل القطع بنزول الاية كذلك كما تفيد الاحاديث المذكورة ، وأن حذف كلمة « إلى أجل » وقع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله .
و ـ حول آية « الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله » .
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ ـ علي أبي ـ وهو ابن ثمانين سنة ـ في مصحف عائشة « إن الله وملائكته يصلون على ـ النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ـ وعلى الذين يصلون الصفوف ـ الاول ـ .
قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف » (49) .
يفيد الحديث : ان هذه الزيادة كانت مثبتة في مصحف عائشة ، ولا شك انها قد سمعت الاية كذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكتبتها في مصحفها كما سمعت ، وبقي المصحف إلى زمن عثمان بن عفان يتلوه الناس ويتداولونه ، حتى قام عثمان فغير المصاحف وأسقط من الاية هذه الزيادة .
هذا ما يفيده الحديث ، وهو يدل على أن عائشة والذين كانوا يقرأون مصحفها ـ ومنهم أبو يونس الذي قرأ الاية على ابنته وهو ابن ثمانين سنين كما حدثتنا هي ـ كانوا يعتقدون أن الزيادة تلك من القرآن الكريم على حقيقته .
ز ـ حول آية « الشهادة »
أخرج مسلم بن الحجاج في« الصحيح » عن أبي موسى الاشعري أنه قال في الحديث المتقدم ، فيما ذكرناه حول سورة كانوا يشبهونها بإحدى المسبحات ـ : « وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فنسيتها غير أني حفظت منها :
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ـ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ـ» (50) .
وهذا حديث صحيح لاخراج مسلم إياه في (صحيحه) ، وهو يفيد أن أبا موسىالاشعري كان يحفظ سورة طويلة ، وكان يقرؤها ، غير أنه لم يحفظ منها غير الاية ، وفيها زيادة : « فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة » وهي غيرموجودة في المصحف الموجود .
ح ـ حول آية « ولاية النبي صلى الله عليه وآله » .
1 ـ قال الحافظ جلال الدين السيوطي : أخرج الفريابي والحاكم وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس ، أنه كان يرأ هذه الاية : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ وهو أب لهم ـ وأزواجه أمهاتهم » (51) .
2 ـ وقال الحافظ السيوطى أيضا : « أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، واسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي ، عن مجالد ، قال مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم ـ وهو أب لهم ـ» .
فقال : يا غلام حكها .
فقال : هذا مصحف ابي بن كعب .
فذهب إليه فسأله فقال : إنه كان يلهيني القرآن ، ويلهيك الصفق بالاسواق » (52) .
فزيادة « وهو أب لهم » ـ بحسب هذين الحديثين ـ كانت من القرآن الكريم في رأي صحابيين كبيرين هما :
1 ـ عبدالله بن العباس .
2 ـ ابي بن كعب .
حتى أن عمر لما اعترض على ابي أجابه بقوله « إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالاسواق » .
ويفيد الحديث أن مصحف ابي بن كعب كان متلوا بين الناس معتقدين صحته ومعتمدين عليه ، حتى أن عمر لما قال للغلام : « حكها » قال له : « هذه مصحف ابي بن كعب ».
وقد روى الحافظ السيوطي ذلك عن جماعة من أعيان الحفاظ وهم :
1 ـ عبدالرزاق بن همام .
2 ـ سعيد من منصور .
3 ـ إسحاق بن راهويه .
4 ـ الحاكم النيسابوري .
5 ـ الفريابي .
6 ـ ابن مردويه .
7 ـ البيهقي .
8 ـ ابن المنذر .
ط ـ حول آية « الحمية » .
روى الحافظ جلال السيوطي عن النسائي والحاكم ـ قال:
وصححه ـ من طريق ابن أبي إدريس عن ابي بن كعب أنه كان يقرأ : « إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ـ ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ـ فأنزل الله سكينته على رسوله » فبلغ ذلك عمر ، فاشتد عليه ، فدعا ناسا من أصحابه ـ فيهم زيد بن ثابت ـ فقال :
من يقرأ منكم سورة الفتح ؟
فقرأ زيد على قراءتنا اليوم .
فغلظ له عمر ، فقال : إني أتكلم ؟
فقال : تكلم .
قال : لقد علمت أني كنت أدخل علي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ويقرؤني وأنت بالباب ، فإن أحببت أناقرىء الناس على ما أقرأني أقرأت وإلا لم أقرأ حرفا ما حييت .
قال : بل أقرىء الناس (53) .
وفي هذا الحديث : أن عمر بن الخطاب عند ما بلغته قراءة ابي اشتد عليه ثم أغلظ له أمام ناس من الصحابة ، ولكن ابيا خصمه بما قال ،ومعنى ذلك : أن تلك الزيادة قد تعلمها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو عندما كان يقرىء الناس كان يعتقد بأنه يقرؤهم القرآن الكريم كما انزل على النبي صلى الله عليه وآله .
ولقد كان لاعتقاده الراسخ وجزمه برأيه أثره البالغ في نفس عمر ، حتى قال له أن اشتد عليه وأغلظ له : « بل أقرىء الناس » .
و قد روى الحافظ السيوطي الحديث عن :
1 ـ النسائي
2 ـ الحاكم
و ذكر أن الحاكم صحح الحديث .
ي ـ حوله آية « كفى الله المؤمنين القتال ».
روى الحافظ جلال الدين السيوطي في تفسير قوله تعالى : « كفى الله المؤمنين القتال » (54) عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن ـ مسعود : أنه كان يقرأ الاية هكذا : « كفى الله المؤمنين القتال ـ بعلي بن أبي طالب ـ » (55) .
وهذا الحديث صريح في أن عبدالله بن مسعود كان يعتقد أن إسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان ثابتا في أصل القرآن الكريم ، وكذلك في بعض روايات الشيعة ، وللاية نظائر كثيرة كما تقدم في (الباب الاول) .
وابن مسعود كان من أكثر الصحابة تعلما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحضورا عنده ، حتى روى أهل السنة عنه صلى الله عليه وآله ، في حقه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وآله : « تمسكوا بعهد ابن أم عبد » .
ولقد كان مصحفه هو المصحف الوحيد المعتمد لدى أمة كبيرة من المسلمين ، وسيأتي أن عثمان بن عفان طلب مصحفه فلم يدفعه إليه ، فأمر بضربه .
وقد روى الحافظ السيوطي الحديث عن ثلاثة من أئمة الحفاظ وهم :
1 ـ ابن عساكر .
2 ـ ابن أبي حاتم .
3 ـ ابن مردويه .
ك ـ حول آية « المحافظة على الصلوات » .
1 ـ ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني : أنه روى مسلم بن الحجاج وأحمد ابن حنبل من طريق أبي يونس عن عائشة : إنها أمرته أن يكتب لها مصحفا ، فلما بلغت : « حافظوا على الصلوات » قال : فأملت علي : « حافظوا على الصلوات ـ والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ » قالت : سمعتها من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ (56) .
ورواه مالك بن أنس أيضا (57) .
2 ـ وروى مالك عن عمرو بن نافع قال : كتبت مصحفا لحفصة ، فقالت : إذا أتيت هذه الاية فاذني ، فأملت علي : « حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر » (58) .
ورواه الحافظ السيوطي عن عدة من الائمة والحفاظ (59) .
تفيد هذه الاحاديث : أن كلمة « وصلاة العصر » كانت ثابتة في مصحف عائشة وحفصة ، ولو لم تكونا معتقدتين أنها من القرآن حقيقة لما أمرتا بإثباتها ، ولا سيما حفصة ، حيث أمرت الكاتب أن يؤذنها ببلوغه الاية لتملي عليه .
فما هذا الاهتمام البالغ منعائشة وحفصة إلا لعلمهما القاطع بأن « وصلاة العصر » من الاية حقيقة ، وأنها نزلت من الله سبحانه على النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .
ورواة هذه الاحاديث هم أئمة أهل السنة أمثال :
1 ـ عبدالرزاق بن همام .
2 ـ أحمد بن حنبل .
3 ـ مالك بن أنس .
4 ـ البخاري .
5 ـ مسلم بن الحجاج .
6 ـ أبو يعلى الموصلي .
7 ـ عبد بن حميد .
8 ـ ابن جرير الطبري .
9 ـ ابن أبي داود .
10 ـ البيهقي .
11 ـ النسائي .
12 ـ الترمذي .
13 ـ ابن حجر العسقلاني .
14 ـ جلال الدين السيوطي .
ل ـ حول آية « رضاعة الكبير عشرا » .
أخرج ابن ماجة عن عائشة قالت : « نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها » (60) .
وأخرجه غيره أيضا .
وظاهره أن الاية كانت مما يتلى ويقرأ من القرآن حتى وفاته صلى الله عليه وآله ، ومقتضى ذلك أن تذكر الاية في القرآن وتحفظ عند جمعه حتى لو فرض نسخ حكمها .
م ـ حول آية « يا أيها الرسول بلغ . . . »
قال الحافظ السيوطي : أخرج ابنمردويه عن ابن مسعود ، قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ـ إن عليا مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس » (61 ) .
وهذا موجود في كتب الشيعة من طرقهم ، ولقائل أن يقول : لعل وجود هذا ونحوه في مصحف ابن مسعود هو السبب في رفض القوم له ، وإصرارهم على ـ أخذه منه وإعدامه .
ن ـ حول آية « إن الله اصطفى آدم . . . »
أخرج الثعلبي بسنده عن أبي وائل قال : « قرأت في مصحف عبدالله بن مسعود : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران ـ وآل محمد ـ على العالمين » (62) .
وهذا أيضا مما رواه الشيعة في كتبهم بطرقهم .
س ـ حول « آيتين سقطتا من المصحف »
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن أبي سفيان الكلاعي : أن مسلمة ابن مخلد الانصاري قال لهم ذات يوم : أخبروني بايتين من القرآن لم تكتبا في المصحف ، فلم يخبروه ـ وعندهم أبو الكنود وسعد بن مالك ـ :
قال لي مسلمة : « إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفهسم ، ألا أبشروا أنتم المفلحون .
والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القول الذين غضب الله عليهم ، اولئك لاتعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون » (63) .
وظاهرهذا الحديث : أن مسلمة كان يعتقد بأن الايتين من آيات القرآن الحكيم حقيقة ، ولكن سقطتا ولم تكتبا في المصحف .
ولو لم تكن الايتان من القرآن العظيم لردعليه الحاضرون ذلك ، وكان عذرا لهم في عدم إخبارهم إياه عن الايتين .
ع ـ حول « عدد حروف القرآن الكريم »
روى الحافظ السيوطي عن عبدالله بن عمر بن الخطاب أنه قال : « لا يقولن أحدكم قد أخذت من القرآن كله ، وما يدريه ما كله ؟ ! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر » (64) .
وروى الحافظ المذكور أيضا عن الطبراني عن عمر بن الخطاب أنه قال : « القرآن ألف ألف (وسبعة وعشرون آلف) حرف » (65)
إن المستفاد من هذين الحديثين هو : ضياع أضعاف هذا القرآن الموجود بين الناس .
فابن عمر ينهى عن أن يقول قائل : « قد أخذت من القرآن كله » موضحا ذلك بقوله : « قد ذهب منه قرآن كثير » ثم يأمر بأن يقول : « قد أخذت منه ما ظهر » أي : ما بقى .
وأما عمر بن الخطاب فقد ذكر عدد حروف القرآن الكريم الذي نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا العدد أكثر بكثير من عدد حروف القرآن الموجود .

پاورقيها:

(1) روح المعاني 1 : 25 .
(2) إعجاز القرآن : 44 .
(3) مسند أحمد 5 : 129 .
(4) الاتقان في علوم القرآن 1 : 271 .
(5) سورة الليل : 3 .
(6) صحيح البخاري 6 : 210 .
(7) صحيح الترمذي 5 : 191 ، صحيح مسلم 1 :565 .
(8) سورة الذاريات : 58 .
(9) مسند أحمد 1 : 394 ، صحيح الترمذي 5 : 191 .
(10) سورة الجمعة : 9 .
(11) الدر المنثور 6 : 219 .
(12) الدر المنثور 5 : 179 .
(13) كنز العمال 2 : 567 .
(14) الاتقان في علوم القرآن 3 : 82 ، الدر المنثور 5 : 180 عن أبي عبيدة في الفضائل وابن الانباري وابن مردويه .
(15) الدر المنثور 5 : 180 .
(16) الدر المنثور : 3 : 208 .
(17) الدر المنثور 3 : 208 .
(18) الدر المنثور 3 : 208 .
(19) الدر المنثور 3 : 208 .
(20) صحيح مسلم 2 : 726 ح 1050 ، المستدرك على الصحيحين 2 : 224 ، الدر المنثور .
(21) الاتقان في علوم القرآن 1 : 226 .
(22) مباني تكملة المنهاج 1 : 196 .
(23) صحيح البخاري 8 : 208 .
(24) صحيح البخاري 8 : 208 .
(25) صحيح مسلم 3 : 1317 .
(26) مسند أحمد 1 : 40 و55 .
(27) الموطأ 2 : 824 | 10 .
(28) مسند أحمد 1 : 36 و 43 .
(29) الاتقان في علوم القرآن 1 : 206 .
(30) السنن لابن ماجة 1 : 625 | 1944 .
(31) الاتقان في علوم القرآن 3 : 82 .
(32) صحيح البخاري 8 : 208 .
(33) الاتقان في علوم القرآن.
(34) الاتقان في علوم القرآن 3 : 83 .
(35) صحيح مسلم 2 : 726 | 1050 .
(36) الدر المنثور ، الاتقان 30 : 83 .
(37) الدرالمنثور اورده مثله باسناده عن ابن عباس 6 : 378 .
(38) الدر المنثور .
(39) الدر المنثور .
(40) الدر المنثور .
(41) الدر المنثور 6 : 378 .
(42) جامع الاصول 2 : 500 | 972 .
(43) المحاضرات .
(44) الاتقان 3 : 84 .
(45) سورة النساء : 24 ، انظر : الدرالمنثور 2 : 139 وما بعدها .
(46) المستدرك علىالصحيحين 2 : 305 .
(47) التفسير الكبير 10 : 51 .
(48) الكشاف 1 : 519.
(49) الاتقان في علوم القرآن 3 : 82 .
(50) صحيح مسلم 2 : 726 .
(51) الدر المنثور 5 | 183 .
(52) الدر المنثور 5 : 183 .
(54) سورة الاحزاب : 25 .
(55) الدر المنثور 5 : 192 .
(56) فتح الباري في شرح البخاري 8 : 158 .
(57) الموطأ 1 : 138 | 25 .
(58) الموطأ 1 : 139 | 26 .
(59) الدر المنثور 1: 302 .
(60) السنن لابن ماجة 1 :625 .
(61) الدر المنثور 2 : 298 .

مقالات مشابه

نقد و بررسي روايتي در تحديد قرآن به سه بخش

نام نشریهحسنا

نام نویسندهمحدثه ایمانی

نقد كتاب مقدس: خاستگاه تاريخي ـ معرفتي و تأثير آن بر مطالعات قرآني

نام نشریهمعرفت ادیان

نام نویسندهجعفر نکونام, نفیسه امیری دوماری

تعارض اختلاف قرائات و عدم تحریف قرآن

نام نشریهمطالعات قرآنی

نام نویسندهسیدمرتضی پور ایوانی